عِش لحظة الضعف.. بمقدار
- Haya Alaqeel
- Feb 27
- 2 min read

بقلم : هيا العقيل
اللحظات الكثيرة التي يمرّ بها الإنسان يستحيل
أن تكون جميلة كلها، يستحيل أن تكون
قوية جميعها، يستحيل أن تكون سعيدة بمجملها،لذا كان لا بد للضعف أن يظهر ويطفو على بعض المواقف، وبعض الأيام، وبعض الفترات في حياتنا رغما عنا وعنها
عندما تشعر بالضياع ويبادلك الضياع الشعور نفسه، وتبحث عن المعنى فيضيع الهدف في البحث عنه ويتوارى خلف كثبان وجبال من اللامعنى، تسرع خلفه لاهثا علّك تمسك به، فيسرع راكضا مبتعدا عنك..
عندما تتوقف عن البحث عنه لا لأنك يئست أو تخليت، لكن لتبكي وتُفرغ ما في جعبتك من تراكمات لا تدري تحديدا مصدرها، لتزيح عن كاهلك سعيك الدؤوب للمثالية التي تدّعي أنك قد تخليت عنها منذ زمن بعيد، فاعلم أنك تعيش تلك اللحظة التي يسمونها.. لحظة الضعف
في لحظة الضعف أنت تشعر بالضعف،ومشاعرك قبلها ستتأرجح بَين بَين، لكنها في لحظة الضعف فإن الكفة ستميل في النهاية للضعف..
في لحظة الضعف تستأذنك العبَرات أن تتساقط،فتفتح لها الباب بيديك علّها تُريحك وتُذهب عنك
غصّات الألم..
في لحظة الضعف تتمنى ذاك القوي الذي ينتشلك من الغوص فيها أكثر ممسكا بيديك
وأفكارك وكل ما فيك من ضعف، مفتِّتا إياها، ثم جامعا إياك بطعم القوة
في لحظة الضعف يكون الانكسار مَلكا عليك،
وتكون الروح أسفل منه بعد أن كانت تعلو وترقى بك عليه..
في لحظة الضعف قد تبكي أمام من لا تعرفه، وتضحك أمام من تعرفه، وتضحك وتبكي في آن واحد، وقد احتارت ذاتك منك ومعك..
في لحظة الضعف تنسى معنى القوة، وتنسى أنك في أوقات كثيرة كنت قادرا على أن يقوى غيرك بك وكنت قادرا على تحفيز من حولك، أما الآن فأنت لست بقادر أن تحفِّز ولو جزء بسيط من ذاتك
في لحظة الضعف قد تصرخ، معتقدين من حولك أنك قوي، ولا يعلمون أن دويّ صراخ الضعيف أقوى بكثير من صراخ ذاك القوي..
في لحظة الضعف تنسى كل الجمال من حولك، ذاك الذي كان نفسه حُلمك بالأمس..
في لحظة الضعف قد تكره نفسك ومن تحب، دون أن تدري ما السبب..
في لحظة الضعف يتسلّل العجز ليخطف منك كل ما خلّفه الضعف بعد مروره خلالك..
احزن بمقدار..
واغضب بمقدار..
واسعد بمقدار..
و عِش مشاعرك السعيد منها و الحزين بمقدار..
لكن لا تسلّم كلك لجزء واحد من هذا وذاك، أنت الأساس وجميعهم فرع منك، أنت الحياة وجميعهم هنا بسبب وجودك، لا تضيّع حياتك تبكي جزءاً منك وتنسى ما تبقّى من أجزائك الأخرى، لا تضيّع حياتك تعيش دور الضحية وتُهمل باقي أدوارك في الحياة، تلك التي لا تتضمّن دور الضحية فيها من الأساس، فهو دور المدمَّرين الذين لا يسعون للتغيير ولا يريدونه من الأساس، بل وجدوا فيه وسيلة عيش سهلة لا تَحمُّل للمسؤولية فيه على أي صعيد كان
لا تضيّع حياتك تبكي جزءاً منك وتنسى ما تبقّى من أجزائك الأخرى، لا تضيّع حياتك تعيش دور الضحية وتُهمل باقي أدوارك في الحياة، تلك التي لا تتضمّن دور الضحية فيها من الأساس
لا تسلّم حياتك للحظة ضعف تأتيك من حزن، أو ألم، أو خيانة، أو فراق
عشها بمقدار، ثم انهض أقوى وأشجع لأنك تعلّمت درسا لم يكن ليُعلّمك إياه.. سوى لحظة الضعف!
اشكرها.. وأكمل الطريق
والسلام!
Comments