top of page

حين تضيع البهجة من حياتك.. انهض بالأمل


بقلم : هيا العقيل



حين تضيع البهجة من حياتك، و تتغير النفوس من حولك، و تتزعزع ثقتك بالحياة، لا تحاول أن تتشبث بأحد منها رغما عنها، دعها تمرّ من أمامك بسلام، و لوّح لها بهدوء قلبك قبل يدك أنْ إلى لقاء قريب


ستراها أمامك تذوب في السراب و أنتَ الذي اعتقدتَ أنك تمسكها بيديك و تحكم عليها قبضتك، لكنها ما لبثت أن أثبتت لك عدم دقة ما كنت تعتقده في الماضي القريب


كم من أشياء اعتقدنا أننا نمتلكها ثم اكتشفنا أنها هي من تمتلكنا، و كم من علاقات اعتقدنا أننا نسيطر عليها ثم أثبتت لنا أننا نحن من يُسيطر علينا فيها، كم من مواقف اعتقدنا أننا قد انتصرنا فيها لكنها على المدى البعيد كانت قد أحكمت قبضتها علينا حتى النخاع، فكانت هي من هزمتنا و انتصرت علينا، و كل ذلك يحدث دون أن ندرك ذلك إلا متأخرا .. أو قد نودّع الحياة حتى دون أن ندرك


لا شيء مضمون في حياتنا إلا شيء واحد،  هو أن لا شيء مضمون فيها، حتى قلوبنا و أنفسنا و ذواتنا نحن لا نضمنها، فكيف إذا سنضمن أي شيء آخر من حولنا؟


لذا في زمن اللا مضمون افسح مكانا للراحة في داخلك، و دعها تفترش قلبك الصغير، ذاك الذي يحتاج منك الرحمة عليه و الرأفة به في معركتك مع نفسك على هذه الأرض. و أن لا تحمّله ما لا يحتمل و يطيق فيذبل و هو في داخلك، عندها لن ينفعك شي مما حمّلت نفسك و أرهقتها به، بل ستذبل أحشاؤك و يذبل خارجك ، فتمشي عندها ذابلا بجسد حيّ في نظر من حولك، لكن لا صدى لأي شيء في داخلك..  لأنك بتّ بأكملك خاويا


لا توصل نفسك لتلك الحافة التي قد تدحرجك في القنوط و اليأس، و أحييها و انعشها و اسق بها بذور التفاؤل و الأمل تلك التي جفّت في أعماقك. و لا تبخل عليها بالظن الحسن بالله و الأمل أن هناك قادم أجمل ينتظرك، فإن لم يكن في هذه الدنيا عسى أن يكون في تلك الدار الآخرة التي تنتظرنا، فإن مع العسر مهما يكن ..يسرا قادما لا محالة


قد تبكي مع نفسك بصمت لأن لا أحد يستطيع سماع تلك الكلمات التي قلتها أم لم تقلها، و لا أحد يفهم ما يعتمل داخلك و ما يختلج في صدرك من مشاعر، تلك التي قد تبكي و تُجهش دون أن يسمع صوتها أحد، لكن الله يعلم أنك لست بخير.. يعلم أنك بحاجة لمن يطبطب عليك و يحنو على ضعفك و يتعاطف مع حقيقتك و يجبر خاطرك


لذا ادعُ الله و لا تدعو غيره فهو الوحيد الذي يسمعنا دون كلام، هو الضمان الوحيد لراحة قلوبنا و عقولنا و نفوسنا في هوجائية هذه الحياة، و في تقلّبات أنفس البشر من حولنا، و في تقلّباتنا نحن أنفسنا


عندها فقط ستهدأ، للأبد و ليس فقط للحظات..

و ستنهض أقوى لأن معك الأقوى


عندها فقط ستهدأ، للأبد و ليس فقط للحظات..و ستنهض أقوى لأن معك .. الأقوى

و ستعود حتما الأشياء التي ضاعت من تلقاء نفسها، أو سيأتي ما هو أجمل منها ..بكثير


و السلام



 
 
 

Kommentare


Subscribe Form

Thanks for submitting!

  • Facebook
  • Twitter
  • LinkedIn
  • Instagram

©2020 by Haya Alaqeel. Proudly created with Wix.com

bottom of page