اطمئن.. ستغدو بخير

بقلم : هيا العقيل

(اطمئن.. ستغدو بخير! )

لطالما سمعتَ هذه الكلمة و تكررتْ على مسامع قلبك..

لطالما عزَفتْ على أوتار قلبك أجمل إيقاعات 

السكينة و الراحة، في وقت كانت فيه الراحة تلوّح بيدها مودّعة الكثير منك 

اطمئن ستغدو بخير..

سيقولها لك شخص واحد تحبه و تثق به، سيقولها لك نور يسطع في ظلام أفكارك و مخاوفك، سينتشلك هذا الصوت الدافئ الذي نبت في مكان ما داخل أعماق تلك المضغة التي في صدرك

 مهدئا ذعرك : 

اطمئن ستغدو بخير

ستغدو بخير و ينمحي كل الألم..

ستغدو بخير و سيُزفُّ إليك اليسر زفّاً كما تُزفّ

 عروسة في ليلة العمر

ستغدو بخير، و يأتيك يسرا بعد أن كان ذاك 

العسر مخيِّما..

و تأتيك أفراح ما حسبت لها حساب و لا كانت في خطط الحياة قد أُدرجت..

ستغدو بخير ، و كل خير قادم سيحملك على 

جناح الطمأنينة التي ستنسيك في أي مرحلة من حياتك كان ذاك الألم..

ستغدو بخير، و قد جاء اليسر مرافقا للعسر

 و ليس تابعا له في كتاب عظيم..

ستغدو بخير، و تذكُر أياما مضت ما كنتَ معتقدا أنها ستغادرك..

و تترك خلفك كل حزن لاهثا..

لا يرتوي من العطش 

ستغدو بخير، و الله ربك و أنت عبده..

فكيف تحزن و الرحمن الرحيم هو خالقك..  

ستغدو بخير ، و تهدأ نفسك و يلفظ بركانك الثائر آخر أنفاسه مودّعا لك..

ستغدو بخير، فما خلقك ليعذبك..

و لا تحزن فيكُن الشيطان أول شامت بك، و استعذ بالله من شياطين البشر

 الذين لا يتمنون أن يرونك ... بخير 

اطمئن ستغدو بخير..

و ستصبح أقوى

و ترى الحياة بعين أجمل

و تصبح أرقى 

و تصبح أنقى

و تصبح في الحياة خبيرا 

و يصبح كل حزن ماضيا

و كل فرح عابرا 

و قلبك بالطمأنينة عامرا 

و في قلبك بهجة ستحياها و إن كنت وحيدا..

اطمئن، في هذه الحياة الهوجاء التي تتلاطم

 أمواجها في وجوهنا..

ستغدو بخير 

و ستنام ملئ جفونك نوما هانئا ينسيك سهرا

 حارقا..

و سيأتيك الفرج في أحلامك و تستيقظ و الفرج 

حولك راقصا و ما زلت في مكانك جامدا 

و ينتفض الترح..

سيأتيك الأمل و إن كنت قد فتحت له نافذة 

صغيرة، صغيرة جدا في مكان ما داخل قلبك ثم نسيتها،سيأتيك مندفعا فلا تكفيه نافذة صغيرة..

و سيفجّر في داخلك ألوان الفرح.. 

و يفتح لك ألف نافذة كبيرة و لن ترى حينها في 

كل أنملة صغيرة سوى الأمل.. 

و ستتنهد الأحزان مودعة ذاك الجسد.. و تتدافع

 الآمال آخذة مكانها دون التفات لأي أحد

و ستمضي في هذه الدنيا تلميذا و إن كنت في 

آخر العمر،

و يأتيك من يعلّمك و إن كان طفلا لا يعلم في الحياة شيئا إلا ما قد ندر 

ستغدو بخير..

و لن يخيّبك من أحسنتَ به الظن و وضعتَ به الأمل..

ستغدو بخير..

و ستلتئم الجروح و ترمَّم الانكسارات 

و يصبح الفشل من الذكريات

و ستقبل نفسك بلا أقنعة.. و لن ترضى أن تعيدها لأية متاهات مهما حدث

ستغدو بخير..

و لن تحتاج أحدا كي تغدو ما تتمنى 

ستشدّ عضدك بقوتك المشتعلة في داخلك

و ستقود قارب نجاتك بذراعيك 

و تصل لما تتمنى بتجديفك نحو ما تتمنى 

و ستغدو أكثر مما تتمنى...

ستغدو أنقى كحبّات المطر

كسماء صافية بعد رعد و برق و كدر 

و ثلج نقي لم تلمسه يد بشر 

ستغدو بخير ..

و ترى الأحبة حولك و ترى الأيام الحزينة قد فارقت

و الذكريات الحنونة ستبقى في القلب 

ففيه قد استقرت و ربَتْ 

اطمئن.. ستغدو بخير

ستغدو بسعادة أكبر 

ستغدو بجمال حقيقي أكثر 

ستغدو أنضج 

ستغدو أكبر 

ستغدو ما تحب 

ستغدو بخير..

و أكثر ما يتمناه المرء أن يمضي في رحلة الحياة بخير

اطمئن ستغدو ما تشاء

و الخير سيأتيك مهرولا لا ماشيا

 سيأتيك حينها كل شيء جميل على عجل.. السعادة و التفاؤل و المرح 

فلا تعجل و دعْ لهم كل العجل

ستغدو بخير..

فلا تلتفت إلا لأخد العبرة و بعدها امتطي نفسك

 و أكمل رحلتك 

في هيبة الحياة 

سيكون لكل شيء وقته

فأنت لم تُخلق عبث

و خُلقت و تخلّقت بأمر  و قدَر

و خُلقت و تخلّقت بأمر  و قدَر

و دع المقادير بيد خالقها و لا تأسف على شيء ليس من تدابير البشر ، ففي يده وحده في علاه تدابير كل البشر 

يقينا لا مواساة

حقيقة لا كلام .... اطمئن، ستغدو بخير!

و السلام