بقلم : هيا العقيل
فإني أحبك يا أبي..
و كلما كبرت رأيتك الحب الوحيد في هذه الحياة الذي لا مقابل له و لا تفاوض و لا تفكير، و كلما رأيتك عرفت أني أرى نبعا من الحب في حياتي لم يفتر يوما كما هو الحال مع باقي أنواع الحب، تلك التي مهما كانت قوية و صادقة قد يأتي حين من الدهر عليها فتفتر .. و أنك أنقى تلك المنابع وأكثرها ارتواء
و لَكَم تجادلنا تحت سقف بيت واحد أنا و إخوتي مَن تحبه أكثر، فيخرج كلّ منا متشبّثا برأيه كما دخل لا بل و أكثر، بأنه هو المميّز لديك لا محالة..
و ما عرفنا أنك أنت المميّز الذي أغرقْتنا بمشاعر التميّز فما عاد هناك مجال في نفس أحدنا أنه هو ذاك المستأثِر بقلبك و حبك و حنانك أكثر من غيره
و لطالما أغدقتُ كلاما و أوصافا و حبّا و غزلا في وصفك لمن يسألني عن سرّ حبك الكبير في قلبي الصغير و قلوب إخوتي جميعا، فلا أتوقف حتى أتدارك أني قد أسهبت كثيرا في وصف حبك دون مراعاة لوقت ذاك الذي هو أمامي، أو لتذكّري موقفا لي معك قد هيّج مشاعري فأمسح حينها دمعة أوقفتني رغما عني عن الاسترسال، فأصمت عاجزة بعدها عن التعبير لأنك في قلبي أكبر من كل الكلام
و ما الكلام في وصف حبك إلا فُتات..
و ما حب البشر لبعضهم في هذه الدنيا
مقارنة بحبّك إلا فتات أيضا ..
و كل حبّ بعدك هو جميل و لكنه يبقى فرع من الأصل الذي ضرب جذوره في قلبي كان أنت أول من زرعته.. في ذاك القلب الصغير
و في كل مرحلة لي معك ذكريات ..
أقتات بها كلما اجتاحني الحنين إليك
أشاركها أحبة صغار .. فروع هم لك و أنت في القلب لا فرع لك..
فأنت الحب و الأصل و الأول في كل شيء جميل..
أنت النقي الجميل المتواضع الكريم الصادق الفريد..
أنت الذي تهرب الكلمات في وصفك، و تنكس التعابير رأسها عاجزة عن التعبير عن حبّك ...
و كل ما بعدك امتداد لك ..
و لا شيء ذو قيمة تدوم إن لم تكن أنت أساسه ..
و لا شيء بعد حضورك و كلامك و جمالك..
ما دمتَ بينهم .. فأنت الجميع
و إن غبت عنهم .. فهم لا شيء
و ما دمتَ في قلبي فقلبي عامرٌ..
و إن غبت عنه فما هو إلا قفار ذابل..
أحبك يا من أنت الحياة لحياتي..
و حياتي حياة .. لأنك فيها
Comments